تشهد مصر خلال العام الحالي اتجاهات جادة نحو تطوير مستقبل النباتات الطبيعية والعطرية والطبية وهى صناعة كبيرة ومهمة حيث تسعى أوربا لاستيراد النباتات المصرية التي تستخدم في صناعة العطور وهى صناعة ضخمة تسعى مصر حالياً للدخول فيها استغلالاً لإمكاناتها الطبيعية .
«فرح» أجرت لقاءاً مع أحمد سمير أحد أبرز مراجعي العطور في مصر والوطن العربي …
هل العطور تعتبر سلعة هامة وعامة لجميع الأشخاص ؟
نعم العطور سلعة هامة ويجب ان تكون عامة لمختلف طبقات المجتمع،لأنها تعكس الذوق العام للمجتمع وتعكس المزاج العام لمستخدمي العطور،خصوصا أن الحضارات التاريخية إهتمت بحاسة السمع وتأريخ الموسيقى و القصص واهتمت بحاسة البصر بما تم تدوينه من أحداث متسلسة وقد أهتمت أيضا بحاسة التذوق وكل حضارة كانت حريصة على تدوين مأكولاتها ومطبخها ،لكن تلك الحضارات غالبا لم تكن تهتم بتأريخ حاسة الشم والتي تعتبر من أهم حواس التذوق والتحضر ىدى المجتمع الإنساني.
والعطور سلعة رفاهية وهو ما لا يجب أن يكون فإني أتذكر منتجات الشبراويشي التي دخلت كل بيت ،وأحتلت المساحة الأكبر لدى صالونات التجميل ،وهو يؤكد أن النظافة الشخصية تعكس تحضر المجتمعات ووعيها بذاتها مثلها مثل الفنون والأزياء وغيرها وهو ما يجب أن نأخذه على محمل الجد حيث أنا و إن يتم تصنيفي كمقيم ومراجع للعطور فإني أساهم بدوري في نشر هذه الثقافة في المجتمع العربي وتشجيع الصناعة المحلية وأنا لست منفردا في هذه الغاية فقد سبقني في هذا آخرين وسأظل أعمل على هذا الهدف لأني أنتمي للتاريخ المصري أولا و هو أول ما بدأ هذه الصناعة في جداريات وأثار تتخطى الثلاثة آلاف عام ،وأنتمي ثانيا للثقافة العربية التي إعتمدت ترسيخ مفهوم التبخير والتعطر طوال تاريخها وهو ما يتم إغفال تدوينه وابرازه أسفا
هل تملك مصر حصة تصديرية تنافس في السوق الأوروبي ؟
بلغت نسبة زيادة الصادرات خلال العام المالي الماضي 4% من حيث القيمة، مقارنة بعام 2018-2019، وتم تصدير نحو 48 ألف طن من النباتات الطبية والعطرية بقيمة نحو 81.1 مليون دولار خلال الموسم التصديري السابق والذي بدأ في سبتمبر 2019 وانتهى بنهاية أغسطس 2020 ،وتصدير النباتات طازجة أو مجففة يكون وفق حاجة المستورد ولا يتم أي قيمة إضافية عليها، وهذا يحرم مصر من دخل كبير لأن التصنيع يضيف الكثير..ثم إن تلك الصادرات يتم جمعها من الحقول وتجفيفها وتجهيزها للتصدير وفقا للاتفاقيات والمعايير سواء الأوروبية او غيرها..وإجمالى ما تم حصره من النباتات الطبية والعطرية في مصر نحو 2500 نوع منها 40 نوع يتم تداولها بشكل كبير خاصة في التصدير، والذى يمثل 95% وما يستهلك محليا نحو 5%.
هل هناك فرصة جادة لصناعة العطور في مصر ؟
في ضوء التغييرات السوقية التي تحدث في العالم و محاولة تعظيم الصادرات يوجد نية جادة لتعزيز دور الصناعة في مصر،و قد تحدثنا من قبل عن محاولات جادة تحمل نواة تصنيع لدى بعض شركات العطور الناشئة في مصر،وأن هذه الشركات اتخذت الخطوات الأولى بجدية وجهد مما سيجعل المستقبل لهم.
لماذا تحتاج العطور إلى تقييم أو مراجعة ؟
أكد السيد سمير قائلا أن هناك ميزانيات مالية كبرى،يتم توجيهها وضخها لشركات صناعة العطور العالمية،من المساحة التي تحتلها هذه الشركات في السوق العالمي وقد حدث في السابق وما يزال تواصل مباشر بيني وبين بعض بيوت الأزياء التي تقدم خط خاص للعطور حول أهمية ما يتم تصديره من مصر وعلق أحدهم قائلا إن الياسمين المصري يحظي بسمعة ورائحة طيبة لدى الذوق الأوروبي، ومن ثم فإن تقييم هذه المنتجات من حيث الجودة ومن حيث ما دخل في صناعتها من مكونات طبيعية يجب تقييمه والتنويه إليه بجدية وإثراء عقل المستهلك حول شراء هذه المنتجات.