في إحدى الأمسيات الهادئة التي تسبق يوم الزفاف الكبير، جلس العريس يتأمل تفاصيل هذا اليوم الذي طالما حلم به.
كان كل شيء يسير حسب الخطة، والعروس، جون، التي أحبها بصدق، هي الأخرى تستعد لتلك اللحظة الفارقة في حياتهما.
ولكن بعد ثلاثة أعوام مرّت منذ لقائهما الأول . وفي كل لحظة منذ ذلك الحين لم تزد حبهما إلا عمقًا وتعلقًا .
ولكن شيئًا واحدًا ظلّ يشوب هذه السعادة.. كان يتمثل في عدم رضا والدته عن جون.
ذلك لأنها لم تسمح لها بتخطي حدودها معها، وهو ما أعجب العريس كثيرًا .
وقد كانت جون شريكته في الحياة، وقد علمته كيف يحمي حدوده، ووجد في ذلك راحة لم يختبرها من قبل.
العريس يحاول إقناع الأم
بالرغم من أنه حاول مرات عدة أن يقنع والدته بأن جون هي الأنسب له.
إلا أن والدته كانت ترى غير ذلك . فقد ظلّت تؤكد له أنه لم يكن يجب عليه إنهاء علاقته بمارغو.
تلك العلاقة السامة التي عاش فيها فترة مضطربة، مليئة بالسيطرة والاضطراب.
وكم كان قرار الانفصال صعبًا عليه. ولكنه حصل على الدعم من أخته وأصدقائه. واستطاع أخيرًا التحرر من قبضة مارغو وبدء حياة جديدة.
وبدء حياة تملؤها الراحة والهدوء إلى جانب جون.
وبعدما أعلن عن خطوبته لجون، لاحظ شيئًا غريبًا؛ والدته لم تبدِ أي ردة فعل.
لم تغضب ولم تُظهر رفضها كعادتها، بل كانت هادئة لدرجة أثارت دهشته.
أخذ العريس هدوء والدته على أنه إشارة لرضاها، فشعر بالراحة، واستعد للزفاف دون أي توتر إضافي.
مفاجأة الأم وطليقة العريس
وفي يوم الزفاف، وبعد انتهاء مراسم الحفل، اتجه العريس مع جون لالتقاط الصور التذكارية.
و لأنهما كانا يقتربان من قاعة الاستقبال، هرعت إليه أختُه وصديقةُ العروس.
وقد كانتا في حالة من الذعر الشديد. لم يحتج العريس لأن يسمع كلمة واحدة منهما.
فقد كانت عيناه قد وقعتا على الطاولة التي جلست عليها والدته، وبجوارها مارغو! كانت الأم قد جلبت مارغو، حبيبته السابقة، إلى يوم زفافه!
غضب العريس بشدة. وبدون تردد، توجه إلى والدته ليطلب منها مغادرة الحفل فورًا، ومعها مارغو.
حاولت والدته تبرير فعلتها قائلةً إن “مارغو هي توأم روحه الحقيقية، وأن جون ما هي إلا عائق في طريق الحب الحقيقي.”
لم يعد يصغي لكلامها، فقد كان قراره حاسمًا؛ طلب من أصدقائه مرافقة والدته ومارغو إلى الخارج،
وعاد هو إلى الحفل ليحاول نسيان هذه الحادثة التي كادت تُفسد عليه أسعد لحظات حياته.
عتاب العائلة لـ العريس
إلا أن العريس لم يكن ليفكر في الأمر مجددًا لولا أنه، بعد عودته من شهر العسل وفتحه لهاتفه، وجد مئات الرسائل من أفراد عائلته.
كانت الرسائل مليئة بالانتقادات، فبعضهم اتهمه بالتهور، وقالوا إنه كان عليه تجاهل وجود مارغو وعدم تحويل المسألة إلى أزمة.
آخرون، بمن فيهم والده، أصروا على أن تصرفه كان قاسيًا، وكان بإمكانه أن يطلب فقط من مارغو المغادرة ويترك والدته.
رغم دعم جون وأخته له، بدأت الشكوك تتسلل إليه، لكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن قراره كان صحيحًا،
فهو لا يرغب في تكرار الماضي المؤلم، بل أراد أن يعيش يومه الكبير بسلام.
وعلى منصة Reddit، شارك العريس قصته، وانقسمت الآراء.
فكان التعاطف الجارف معه؛ إذ رأى الكثيرون أن والدته تجاوزت الحدود.
وأن حفل الزفاف كان حقه وحق شريكة حياته.
فقد قال أحدهم: “إذا كان هناك يوم يمكنك فيه أن تكون أنانيًا وتضع سعادتك أولاً، فهو يوم زفافك.”